التحقت بالمعهد العالي لتقنيات الحاسوب لأتحصل على شهادتي العليا وكلي امل بانهاء فترة الدراسة ومن ثم الالتحاق بالجامعة لاستكمال درجة البكالوريوس ومن ثم الماجستير سعيا للحصول على الدكتوراه وكان أروع ما تمنيت ان اتحصل على الدكتوراه قبل او حين ابلغ الثلاثين في أسوء الظروف...
لكنها كانت غلطتي أيضا فقد أغفلت جانبا مهما في المعادلة الرياضية التي توصلت بها إلى تلك النتائج الحالمة.. ألا وهي تجار الأحلام و قطاع الطرق الأكاديميين... الدين كان لهم الفضل الأكبر في تعرفي على العالم الحقيقي حيث الشباب طالبو العلم محاصرون وملاحقون بقوانين من حصلوا العلم باموال البلاد والإيفاد...
درسوا في بلدي عندما كنت ألهو مطمئنة في سذاجة الطفولة أتوق لدخول المدرسة كما فعل إخوتي من قبل أعد الايام لاحمل حقيبة وكتبا وأرسم تلك الخطوط الرائعة التي لا أعي من معانيها شيئا غير أني عهدتها سحرا يتعلمه الاطفال حين يدخلون المدرسة.
مرت سنوات دراستي الاساسية والمتوسطة والثانوية وكما هو متعارف عليه في بلادنا ليبيا مراحلها روتينية يجتاز فيها الطالب سنة اثر الاخرى دون قلق أو خوف من حرمانه حقه في زمان أو مكان طلبه العلم.
اثر تحصلي علي شهادتي الثانوية التحقت بالمعهد العالي لتقنيات الحاسوب واجتزت كل فصوله الدراسية السبع بنجاح.
بعد مناقشتي لمشروع تخرجي قضيت أشهرا اعد الايام في انتظار أن أستلم افادتي لاطير بها إلى كلية العلوم لاستكمل خطوات حلمي....
لكنهم كانو في الانتظار صائدوا الاحلام .نعم, اصدروا قرارا بوقف الدراسات العليا في الكليات. لمادا ؟ لا تتساءلوا! ولا تسألوني عن السبب, فلم أعلم الجواب....!
قلت في نفسي فلأنتظر فغنهم لم يمنعوني فقط ,بل أوقفوا التسجيل في جميع الكليات, ولابد أن لهم أسبابهم الحكيمة فهم علمائنا وأساتذتنا الموقرين.
بتاريخ 4/7/2007ف أصدروا قرار بتعديل لائحة الدراسات العليا وقبول طلبة المعاهد العليا. لم تسعني الفرحة سحبت القرار من على صفحات الانترنت لأفرح والدي كما فرحت من قبله. حمل والدي القرار معه للجامعة و ذهب لكلية العلوم ليتم اجراءات تسجيلي كما أملنا .
لكنهم لن يستكينوا ولن يكلوا تقاذفوه من مكتب إلى أخر بمائع الكلام ورطب الوعود.. حتى انقضى دلك الفصل الدراسي دون حل يذكر,أو كلام يعتد به.
ضاعت تلك السنة دون الاستفادة منها في معادلتي الحالمة نحو الدكتوراه... ولن اقول ضاعت كليا لاني استفدت منها في معرفة العالم الحقيقي بالاضافة الى دراستي للغة الانجليزية ووصولي الى مستوى ما فوق المتوسط بحمد الله.
ومع حلول 2008 عدت لنضالي معهم في سبيل تحقيق حلمي المشروع في تحصيل العلم.....
وعدو بان يتم قبولي للدراسة في الجامعة في الفصل الثاني من سنة 2008-ف بحجة انهم سيعملون على ايجاد حل لمشكلة طلبة المعاهد العليا ومن ضمنهم أنا.. كالعادة صبرت, وقلت في نفسي أعيد ذات الكلام "انهم علمائنا وأساتذتنا الموقرين...!".
الآن و اثر انتهاء عطلة الجامعات, راجع أبي الكلية فاجابوه بأنهم لن يستطيعوا لنا حلا.. فقد وصلهم قرار برفض جميع طلبة المعاهد العليا المهنية .. وأنهم_ تطبيقا لهذا الفرمان الموقر_قاموا بفصل مجموعة من الطلبة خلال الفصل المنقضي , ومع ذلك كان لايزال هنالك الوعود السخية. طمأنوه بأنهم لازالوا يسعون للمساعدة..
على الرغم من ألمي لسماع هذا الخبر إلا أنني ضحكت.. فقد علمت بأنهم كمن مضى يحارب طواحين الهواء.. كل منهم يلقي اللوم على صيغة الغائب. حتى أنك لا تعلم من المذنب في هذا فلا تملك إلا الدعاء " ربي ياخذ فيكم الحق" و"اللي تديره في الرخيص تلقاه في الغالي"..
الآن بعد حوالي السنتين عدت لاقتراح سابق من أحد الأصدقاء بأن التحق بجامعة أهلية أستكمل بها درجة البكالوريوس , ومن ثم أكمل الماجستير في أكاديمية الدراسات العليا بجنزور.
مجبر أخاك لا بطل...
بحثت على شبكة الانترنت وقررت الالتحاق بجامعة الرفاق. أخبرت والدي وذهبنا للجامعة لأقدم أوراقي بها. قدمت كشف درجاتي ومبلغ ماليا لمعادلة المواد.
أخبروني أن أعود بعد ثلاثة أيام لأستلم المعادلة, ولأدفع رسوم المواد(و التي زادت قيمتها من 40 دينارا للمادة الواحدة لتصبح 80 دينارا للمادة ) لا تسألوني . فكما جرت العادة, لم أعلم السبب؟
ربما هو توزيع الثروة أو لأن التعليم العالي لن يبقى مجاني, أو لربما لأنه قد تم اعتماد الجامعة من أمانة التعليم(اعتماد غير كامل_ تم اعتماد قسم الادارة فقط بالجامعة).. أو لأن "قليل البخت يلقى العظام في الرية"... الحمد لله على كل حال...
عموما سأنتظر ما تؤول اليه قصتي مع نهاية 2008 -ف..
و
للحديث بقية ان شاء الله.......
4 التعليقات:
تأترت بهذا القرار الظالم لأن أحد أفراد أسرتى شمله الحرمان !! عزاءك الوحيد سيدتى أنه فى بلادنا كل فتره يصدر قرار مغاير للذى قبله ... حسنا ما عملتى لأنك لم تهدرى وقتك فى الفراغ هذه الأيام اللغه تمتل الكتير .. وفقك الله فى دربك ... سلام
شكرا جزيلا يا اخي العزيز عبد الله, وحقا اننا نتحسر كل يوم عندما نرى هدا الظلم الواقع ممن كان احرى بهم ان يرفعوا راية العلم لا ان يشعلوها نيرانا تاكل أحلامنا بنزواتهم ومزاجيتهم وقوانينهم السادجة التي حافظت على تخلفنا عن شعوب الارض سنوات نخاف ان تمتد لتغدو عقود.
مادام طالب العلم محاصر ومطارد ومحظور على طموحه فانهم عبثا يطلبون العلا لان الطيور احرى بها ان تجد الفضاء الواسع الرحاب لتحلق عاليا وتصل أقاصي الوجود والا فانها ستبقى ولية لاقفاصها حتى ادا ما حررت منها عادت اليها طائعة مختارة لانها ملادها الوحيد وتلك هي الافكار والابداع.
ودمت تنير صفحات مدونتي المتواضعة.
العزيزية فاتن...
الحال من بعضه ما تلاقينه من تخبط أداري وارتجاليه في صنع القرارات والامر من ذللك مزاجية المسئول عند عرض الطلب ...جزء من معادلة كاملة علي جميع الاصعدة الحياتيةلا نجد لها حلا او حتي فك طلامسها اصلا...
لكن أعتقد ان من سعي وصل ولو بعد حين ...
وأخيرا وبالليبي : بجديات هم يخليك تلهد علي قنفود.
الله الموفق..
نبيل
العزيز نبيل, شكرا لتشريفك لي بزيارتك مدونتي المتواضعة..
وسأضيف على كلماتك ما أؤمن به حقا من أننا نحن من نصنع قدرنا بقراراتنا وأفعالنا.. وفي النهاية فعلا من سعى وصل ولو بعد حين..
تحياتي ليك..
ودمت قلما ينير بمتابعته صفحات المدونة.
إرسال تعليق