اليوم فاجأتني أختي ذات الأربعة عشر ربيعا بينما أخذت تسرد يومها الاول في المدرسة بعد عطلة الصيف, ومن الواجب ذكره هنا أنها الآن في الصف التاسع.
أخذت تحدثني عن صديقاتها عما يخططنه للمستقبل خصوصا أنه الوقت ليقررن ما يرغبن في دراسته بالمرحلة المتوسطة كما هو متعارف عليه في ليبيا حيث أن الطالب يقرر مجال اختصاصه مبدئيا بعد الصف التاسع... في نظري لطالما اعتبرتها ميزة منحت للطلبة اليافعين على الرغم من عدم خلوها من بعض السلبيات.
ولكن اليوم سأخذ جانبا قد يبتعد عن دعمي لهذه الفكرة لا لعدم جدواها بل للظلم الواقع على بعض الاطفال أو ( المراهقين) لأسباب تعددت ولكنها عادت لتجتمع تحت مسمى واحد "قمع الاحلام وتقييد الطموح"...
قالت شادية إن احدى صديقاتها قررت أن تختار معهدا متوسطا لتكمل دراستها وتختص في مجال الكمبيوتر, لم أجد ما يحثني على الاستغراب الى حد الان.. لكنني بادرتها القول من دافع تجربة: ان صديقتها لن تستطيع استكمال دراستها في الجامعة ان هي رغبت في ذلك, وسألتها عن سبب عدم اختيارها لثانوية هندسية لتختص في الحاسب الآلي.
فأجابت : إن اخوتها يمانعون دخولها الجامعة أو حتى الثانوي. وأنها قد فرض عليها اختيار معهد متوسط للدراسة. انفعلت قليلا لما سمعت ولكني عدت لأتساءل عن خلفية اخوتها وعن دور والدها في الموضوع... فأجابتني: أنهم يدرسون أحدهم بالصف الأول الثانوي والأخر بالشهادة الثانوية.. استغربت من سلبية الأهل وتخليهم عن دورهم في حماية ابنتهم من هذا القمع الغير واعي من شباب مازالوا لا يفقهون من العالم شيئا, ومع تقديري لمحاولتهم حماية اختهم الصغيرة وربما الطفلة في نظرهم ولكنهم ..قد يكونو كتلك الأم التي حاولت أن تحمي طفلها فاحتضنته بقوة حبست أنفاسه فاختنق.. ليسقط ضحية خوفها عليه...
ولم ينتهي الموقف هاهنا بل انها اخبرتني عن صديقتها الاخرى التي اختارت أن تدرس المعهد المتوسط .. لتتمكن من اكمال دراستها بسرعة لتتزوج.. لم أملك الا ان اتسأل أهي حقا في الرابعة عشر من عمرها... أتت الاجابة سريعا :نعم.. بل أنها أضافت : لقد خطبها ابن جيرانها فعلا هذا الصيف..
استغربت الى درجة أني نسيت أن أسأل عن جواب أهلها لهذا الرجل الذي خطبها وقد كان يراها منذ سنتين بمريول المدرسة وجديلتين على كتفيها..
لا أعلم حقا أهو خطأ القانون أم خطأنا نحن أم هي العادات من فرضت علينا هذا...
جل ما أعلمه أن أبي وأخي هم سندي في دنيتي وهم مأمني و ذخري لمصاعب الحياة.. و هم أيضا حنان الرجولة الذي غذى فؤادي وفؤاد أخواتي الخمس.. وكذلك هم من دعمني لأستكمل دراستي وأطمح في طريق العلم...
وللحديث بقية...
0 التعليقات:
إرسال تعليق