الخميس، 28 مايو 2009

احلامنا.. لنا..





كان من المفترض أن أنشر تدوينة أخرى بدل تدوينتي هذه.. لكن بالأمس شاءت الصدف أن اقف في مواجهة هذه العادة الاجتماعية_التي ان صح لي بأن اصنفها فلن تكون سوى من فئة الهدم لا البناء_

مرة أخرى.. حاولت الهروب بتفكيري بعيدا عن مناقشة هذا الموضوع..

ربما لأنني لم أجد له تفسيرا..!

أو لعدم استيعابي لمسبباته منطقيا..!

وكذلك ليقيني بأن ما نراه من خلال واقع كل يوم يمر،، يثبت في يقين خطأ مثل هذه التصرفات..

أو ربما يجب علي أن أكون أكثر صراحة وأعظم جرأة..

لأعترف حقيقة...

بأن ما كان أقوى من ذالكم السببين، أني قد نالني في هذه العادة نصيب من الأثر..

عموما سأروي ما استفزني لأضغط بكل قوتي على مكمن الألم هنا..

تعلمون جميعا بأن معظم البيوت هذه الأيام تشغلها امتحانات الشهادة الاعدادية.. وكذلك الحال في بيتنا..

شادية في الخامسة عشر.. طالبة في الصف التاسع.. تعتبر ولله الحمد من المتفوقات في الدراسة،، لا ترتضي لنفسها إلا أن تكون في أول الركب,, تعيش حياة عادية.. كأي مراهق أو مراهقة في سنها.. ما بين التلفزيون واللعب والدراسة..

طوال الاسبوع الماضي,, اعتادت شادية استضافة صديقتها (احلام)_ اسم مستعار من خيالي_.. يوميا..

احلام فتاة جميلة هادئة رقيقة.. تبذل مجهودا مضاعفا بالنسبة لأقرانها....
لها من الاخوات أربعة.. جميعهن متزوجات.. دائمات الزيارة لبيت أهلها.. لتكون هي دائمة العمل في المنزل، تطبخ وتكنس وتراقب اطفالهن.. وفي ذات الوقت تدرس... في حين يجلسن لتبادل الاحاديث والسمر..

و ذلك ما دفعها لأن تلجأ لشادية.. طوال فترة الامتحانات لتدرسا في بيتنا سويا..
خلال هذه الفترة تعودنا على هذه الفتاة.. و تعودت على أجواء المنزل والحمد لله.. لم تشعر بأنها غريبة بيننا..


بالأمس عندما عدت للمنزل.. توجهت للغرفة حيث تدرسان لإلقاء التحية ..
و على غير العادة ، كانت احلام شاحبة اللون... ترمق محيطها بنظرات فارغة... خالية من الحياة..
حاولت مداعبتهما ظنا مني بأنها ضغوطات الامتحانات.. والدراسة..
لكنها ظلت على حالها..

وجهها محتقن في حمرة الحزن، وقد امتزجت بغضب عميق، لكنه مسالم .. أما ملامحها.. فقد جعلتني أجزم بأنني إن حاورتها قليلا لأجهشت بالبكاء..


في تلك اللحظات كنت متضايقة قليلا، ولم أفكر لوهلة بأن ما يضايقني،، وما اعيشه حاليا من تأثيرات اجتماعية.. هو ذات الطيف البشع الذي سرق الحياة من عيون احلام..

وبفعل الجو السائد في الحجرة، والاشارات السلبية التي ملأت الأجواء، تمتمت بضع كلمات..

"آه كم أرغب بالسفر بعيدا والهروب من كل هذه التعقيدات... "


لم أعي بأني تحدثت جهرا.. الا حينما جائتني كلمات اخترقت حواري مع ذاتي ..

"أرجوك أن تأخذيني معكي.."

كانت تلك كلمات احلام.. تحدثت في مرارة عميقة ..

شعرت بتأنيب الضمير.. لأنه ما كان علي التمتمة أمامها بتلك الكلمات.. اذ أنني ضاعفت ما كان بداخلها.. فنطقت...

كلمات ملؤها حزن مازال يبدو غريبا على طفلة في مثل عمرها..


حاولت الانتقال بالحديث الى جو آخر من التفاؤل.. لكنها بادرتني بالحديث ..

لتخبرني بأن شابا في اواخر العشرينات من العمر، يعيش بجوارهم، تقدم لخطبتها..
وبأن والدته سبق و أن تقدمت بهذا العرض منذ سنة مضت لوالدة أحلام، حينما كانت احلام بالصف الثامن..!


في ذلك الحين تم رفض الموضوع.. ولكن الآن اتضح لأحلام بأنه لم يكن رفضا بل كان تأجيلا ..

ذات المرأة جلست مع أم أحلام بالأمس، تتحدثان عن مصير أحلام.. لتقول الأم بأن الموافقة هي إجابة طلبكم..

فيتقرر بذلك تزويج أحلام لذلك الشاب.. كانت الفتاة في حالة صدمة لم أستغربها..!


فبنظري انقسم حالها مابين معضلتين..

معضلة الفتاة الصغيرة التي يتم اقحامها يوما بعد يوم في عالم الناضجين على غير استعداد..
لتعيش في كل مرحلة من مراحل حياتها واقعا بعيدا عما يعيشه اقرانها..

فها هي الآن يتم تقرير مصيرها وُيرسم لها قدرا بأن تكون الزوجة الطفلة..


والمعضلة الأخرى تكمن في تغييب رأيها فيما يتعلق بحياتها ومستقبلها ،و علي أن أؤكد هنا بأنه مستقبلها هي وحدها..

ولا أحد سواها... إذ أنها ترفض هذا الشاب، وتعترض على الارتباط به بشدة..
مع العلم بكونه غير أهل للثقة، بسبب تعدد علاقاته واستهتاره..


نظرا لطبيعتي الانفعالية وجدتني اصدح برأيي عاليا.. غير آبهة بمدى أحقيتي في ابداء الرأي.. وعلى الرغم من كوني بعيدة كل البعد عن أطراف القصة..

لكنني لم استطع منع نفسي من القول:


"احلام عليكي أن تتمسكي برأيك..!

اعلم أنك فتاة صغيرة ، لا تملكين من أمرك شيئا أمام قرارات اسرتك.. لكنك مسؤولة عن حياتك..

وهنا تأتي أولى خطوات نضجك الحقيقي .. ووعيك بمصلحتك.. ارفضي ما دمتي تعلمين أنك على حق...
وتشبثي بحقك في الحياة..
فبعد أن يمر العمر.. لن يعترف احد بذنب اقترف تجاهك .. أو يد اوقعت ما تعيشينه من ظلم.. ولن تلومي أحدا غيرك...


أعلم بأني حملت أحلام ما لا طاقة لها به..

إذ حملتها مسؤولية مواجهة الظلم الواقع عليها،

لكن ربما قدر أحلام أن تعيش دائما بعيدا عن راحة الطفولة..



***********



الموضوع يتبع في تدوينة قادمة...

15 التعليقات:

Nasimlibya `√ يقول...

اول


تعليق



لــــ نـــسـيــمـ

Nasimlibya `√ يقول...

الموضوع حلو يا فتون بالفعل في ناس بالشكل هذا


اما عن جهل او عن مكابرة وعناد بانهم من ليهم الحق في تقرير المصير بلا منازع والويل كل الويل لاي حد يعترض او حتي يناقش


هو جميل ان الاهل يشوفو المصلحة والاكيد محد بيخاف عليك الا اهلك

بس في حالة احلام الصراحة جناية مع سبق الاصرار

البنت لازالت طفلة لا تدرك شئ من المسؤولية ووووو

وزي مقتلي ان الشخص ليس بالشخص المناسب

فباي دافع الاب والام وافقو ؟؟؟


فتون عندي هلبة هلبة هلبة كلام بس منبيش نطول اكثر وحنستنى تدوينتك المقبلة بعون الله



دمتى بكل خير

may يقول...

السلام عليكم ورحمة الله

فاتن

تدوينة قريتها اكثر من 3 مرات مش لانى مفهمتهاش...

لكن اعجابى بها واستعجابى لما فيها

فتون

احلام ليس اول فتاة فى مجتمعنا الليبي الذى بدأ يتحضر بعكس اتجاه الساعة

فتاة فى عمر الزهور تقطف قبل ان تتفتح

انا هنا اسئل واجيب لما...

ربما خوفا من العنوسة التى اصبحت تلقب بها الفتاة فى سنوات مبكرة من عمرها الى ما شاء الله ...

او لنه عريس لقطة يعنى وزنه ذهب والى من خلال حديثك عرفت انه ميزانه ذهب لكل شى فيه ماعدا اخلاقه ؟؟!!

او لاربما هو التهرب السريع من تحمل مسئولية فتاة فى ريعان شبابها ... ومع تزوجها الباكر قد نرموا بثقلها على غيرنا ونتملص منها وكانها هم وقد انزاح

لان يكون لى اختيار اخر وغير هذا تزيف لحقائق بكلام منمق عن الزواج المبكر وعن وعن ...

لذلك اشعر الان ان زمن وئد البنات قد رجع ولكن بطريقة الديجتل

استسمحكى العذر لو كان فى تعليقى هذا جفاف وحدة فى الكلام

ولكن شكرا عزيزتى

لانك اصبتى الهدف

ننتظر المزيد

وخيتك مى

عابد يقول...

سررت جدا بوجودى هنا .. واعتز بك اخت امينة واتمنى ان نرى فيك قامة من قامات الوطن الفكريةمستقبلا .. وقد وضعتي قدمك على السلم فعلا .. احييك ثم احييك .. مزيد من التألق في سماء الابداع .. تقبلي تحياتي وتقديرى .. لي عودة

bumedian يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

اعتقد باننا نرى الموضوع من زاوية واحدة ...
لسنا نعلم وضع احلام في بيتها ووضع اهلها وما الذي دفعهم الى هذا القرار ... حيث انك ذكرتي انهم سبق وان تم تاجيلهم لهذا الامر ...
لا اعتقد بان العمر له علاقة بان تكون الفتاة قادرة على ان تقوم مقام بيت الا ان تكون قد جهزت لذلك وليس هذا ببعيد عنا فمنذ ما لا يزيد عن ثلاثة عقود كانت الفتيات يتزوجن في سن السادسة عشرة وهن مؤهلات تماما لان يكن زوجات وامهات ، ربما اصبحت سن الطفولة اطول في ايامنا حيث ان الفتاة في العشرين لا تزال كالطلفة في نشأتها رغم جاهزيتها للزواج من كل النواحي الا ان تكون قد جهزت ...
بالنسبة لحالة احلام ... يخطئ الاهل كثيرا في اختيار الزوج لبناتهم لان الميزان قد اختل من اساسه الا عند من رحم ربي ، وينسى الغالبية ان الاخلاق والدين هي فوق كل شيء وهذا يحدث مع احلام وغير احلام برغبة احلام و من دون رغبتها ،
ما ارغب في ان اوصله هو كما يحدث في فلسطين ، هل تعتقدون اننا نقيم وضع فلسطين اكثر من الفلسطينيين انفسهم؟
نحن لا نعيش عناك ولا نرى الصورة كاملة ولا نعرف حقيقة الوضع ، ولكن هم يعيشون و يصحون و ينامون هناك فهم ادرى بحالهم ،
ورأيي ان تكون الفتاة مجهزة لان تكون اما و ربة بيت و زوجة في المرحلة المناسبة لهذا ، الى جانب ما ترغب هي ذاتها في فعله و عمله ،
نرى ان هذه قسوة؟
نرى ان هذا ظلم ؟
اعرف ان الكثير منا لا يحب ذلك ولا يقترب اليه ولننا يا اخوتي تجنبنا الفطرة السليمة التي هي اساس معيشتنا السعيدة ، وللاسف نجد ان اناسا لا صلة لهم بالله يعودون للفطرة السليمة بعد ان جربو وذاقو العذابات من اهوائهم ...
اعرف من تزوجت في 16 و انجبت 6 اطفال اخرهم في عمر 26 وهي صاحبة شهادة جامعية و معلمة و اجتماعية ، واليوم تخطب الفتاة في 22 ويقال صغيرة ولا تنهي دراستها الا 25

ربما اجاريكم واقول لكم .. يا الله حرام عليهم شن الي قاعدين ايديرو فيه بنية صغيرة مازال بدري عليها ،،،
لو ان مازال بدري عليها يعني ذلك انه ذنب اهلها
حتى الله ذكر في القرآن بلوغ النكاح وهو سن البلوغ عند الانسان ، وهي سن لا تتجاوز 13 من العمر و يبلغ الانسان
عيبنا اليوم هو التعامل مع صاحب العشرين عاما على انه مازال صغيرا ... وننسى بيولوجيات الانسان و ما يترتب عليها من مشاكل و مساوئ و عذابات...
فقط الوم من يفرط في تجهيز ابنائه التجهيز الصحيح ولا يعمل بالميزان السليم في امور الدنيا و الزواج و غيرها ...

اعذروني للاطالة فهذا طبعي ...

شكرا لكم

MaNoOoSh يقول...

فعلا محدش هيتلقى اللوم على أى ندم لو لقدر الله الزواج فشل.. بس دة يستلزم ان شخصية البنت يكون فيها ما يكفى من النضج انها تعرف كويس هى عايزة ايه.. وفى انتظار بقية التدوينة

غيوووووود يقول...

فاتن..

أنا مش عارفة شنو هالتخلف والجهل عند الليبين بدي اللي عنده بنت يبي يزوجها من عمرها 12 ولينا زي قندهار وماعة اليمن في عمر البنت هادي اطفال يسموهماعتداء على طفولتها ومستقبلها الدارسي العلم سلاح شنو الزواج نهاية العالم ماهو كل واحد يجيه نصيبه والكارثة غنها تتزوج وتجيب صغار وتقعد في الجهل والتخلف مرة لقيت وحدة هكي تبكي قعدت قالت كملت الجامعة في حوش الراجل قعدت تشوفلي نتكلم أنا وطبيبية صديقة قتلي صحة ليك تخدمي وعندك شخصية قالت أن المطبخ الحوش والراجل

شنووووووووووو هذا أما نوع هادو مفهمتش
معقولة شوره بنولو زي اليمن وغيرهم دورة تسمعي طفلة عمرها 8 سنوات زوجوها والكارثة يقولك الرسول عليه الصلاة والسلام دار وتزوج بنت صغيرة
هداك الرسول مش شخص عادي

والله العظيم سخفتني البنت
ربي يشفي نوع ماليها من الهبال اللي هما فيه

مش عارفة الناس ليش قالقة من بناتها تقول معندهمش شنو يوكلوهم

محلبية يقول...

هو ما زال ايديروا فيه الكلام هذا؟

به يا ستي انقولوا الهل درهت كبدهم من ولدهم المستهتر و قالوا يلموه بزيزة بلكي يتسقم و ينستر. بس ما وقعش الاختيار إلا على هل مسكينة اللي ما زال همها الشهادة الاعدادية؟ يعني معش في بنات؟
ان شاء الله تقدر تتمسك برايها.. كان عندها اخت كبيرة و الا شي عم أو جدة عقلة بلكي يحزوا عليها...

في انتظار باقي القصة

محلبية

Unknown يقول...

نسييم للأسف هذا واقع ما يحصل يوميا وليست احلام فقط الضحية..

نأمل أن يتحلى الأهل ببعض من الحكمة قبل اقتراف هكذا ذنب في حق ابنائهم..

دمتي بالف خير..

Unknown يقول...

اوافقك الرأي عزيزتي مي..

هو اقرب لكونه حل من حلول الأهل لإزاحة هم بناتهم عن كاهلهم فهم يرون في تزويجهم الحل المثل .. وذلك ما يتحججون به في احيان كثيرة..

عزيزتي مي لا تعتذري عن كلامك لظنك بأنه قد بلغ من القسوة مبلغ..

فهو لم يصل حد قسوة الواقع الذي يعيشه من عنته هذه المشكلة..

لكي تحياتي

Unknown يقول...

مشكور عزيزي د. الفيثو

سعيدة لأن مدونتي نالت اعجابك.. ومرحبتين بيك..

تحياتي

Unknown يقول...

أخ Bumedian

لا أملك الا أن أرد بأني عن نفسي لم أحكم من جانب واحد.. لأني على علم بتفاصيل الموضوع..

ولربما تكون قناعتك تختلف عما اقتنعنا به نحن.. وهذا لا يعني بالضرورة كونك على صواب كما لا يعني كوننا على صواب..

ناقشت بمبدا زواج اجيال سابقة في سن مبكر.. في سن الثامنة والتاسعة..

لن يكون جوابي هنا إلا أنه قد ثبت علميا أن التقدم في الزمن يغير من تركيبة البشر البيلوجية..

وزي ما يقولو ناس قبل مش كيف ناس توة..

مشكور علي مرورك

تحياتي

Unknown يقول...

اختي MaNoOoSh

اعتقد ان البنت تعودت أن تكون الطفلة الناضجة.. رغما عنها.. ولكن ما آمل أن يجدث هنا أن تجد من يساندها من عائلتها..
ويقف في صفها..

لكي كل الود..

تحياتي

Unknown يقول...

عزيزتي غيداء.. عندك الحق في كل اللي قلتيه... وفعلا اصبحنا نسير في خطين متضاضين.. تطوير من جهة.. في ناس قاعدة تتقدم وتتعلم وتنجح.. وماشية نحو المستقبل...

وفيه ناس صايرلها العكس.. من سيء لأسوأ..

ربي يهدي.. وينصف كل من هو مظلوم بفعل العادات البالية...

سلامات ..

Unknown يقول...

محلبية نعم مازال فيه ناس تفكر بهالعقلية..

وربما أسوء..

شكرا علي مرورك نورت االمدونة